Tuesday, July 29, 2014

الناس اللى قاعدة تتريق على أطفال شبرا الخيمة امبارح اللى حولوا نافورة ميدان المؤسسة الى حمام سباحة ونزلوا يعوموا فيها والناس اللى بتنشر صور الشباب اللى رقصوا امبارح فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين ولابسين شورتات بس ، الناس اللى قاعدة تقول يع ايه القرف دا والشاب الرقيق اللى كاتب انا خلاص مش عايز اعيش فى البلد دى والبنت الكيوت اللى كاتبة دا شكله غزو فضائى حصل لمصر والكائنات دى جت منين ؟
الحقيقة ان الأطفال الغلابة اللى بينزلوا كل عيد يعوموا فى نافورة أى ميدان مش مشتركين فى نادى ولا يقدروا يروحوا الساحل ولا أى مصيف زى حضرتك ولو كانوا لقوا فرصة أكيد مكنوش هينزلوا يلعبوا فى مية النافورة أما الشباب اللى ظهر امبارح فى المهندسين وعمل شو خاص بيه أثار اشمئزاز حضرتك فدول برده مغلوبين على أمرهم وبيعبروا عن فرحتهم ومرحهم بطريقتهم وامكانياتهم المتواضعة ، ممكن تشوف ان دا عمل عشوائى وبيئة وكان نفسك تشوف كرنفالات رقص راقية فى الشوارع زى بلاد بره لكن يا سيدى دى ثقافتهم وطريقتهم وأخر علامهم ، وأكيد مش هيقدروا يحضروا حفلة (اجلاسيس ) فى (جولف بورتو مارينا) ولا عمرو دياب وغيرهم ، فبدل ما نتريق على الغلابة والبسطاء ونقول يع نفكر هنعمل ايه فى البلد دى عشان تتقدم والغلابة فيها يعيشوا حياة أدمية ، علما ان الحق فى الترفيه من حقوق الانسان الطبيعية مهما كان مستواه الاجتماعى والمادى ، بلاش تحسسونا اننا عايشين فى غابة طبقية محدش فيها بيحس بالبسطاء ، كل واحد فقير ومحتاج ومش لاقى ذنبه فى رقبتنا كلنا وهنتحاسب عليه ولو مش مقتنع بكدا ففكر تفكير مادى بحت أساسه ان محاربة الفقر ومساعدة الناس على الارتقاء بيحميك ويحمى المجتمع من انفجار وكراهية محدش يقدر يواجهها ، كل سنة وانتم طيبين وكل سنة واحنا بنحس بالناس أكتر


هذا أوان البوح










أعلم أنك تنتظرين هذه الرسالة ، أعلم أنك تتوقعين ما سأكتبه ، فأنت تعلمينه حتى وإن طال صمتى ، لا مفر من البوح بهذا الألم الذى يعتصرنى ويحاصر أيامى ، أنا هذا الرجل الذى رحل يوما وهو يراهن على أن الأيام ستنسيه ما مضى فإذا بالزمان يخذله والذكريات تكسره والأشواق تحرقه ويأبى قلبه إلا أن يعلن العصيان ضد 
النسيان

أنا جسد تمردت عليه روحه وتركته مسلوب الإرادة وصريع الهوى ، يلومون على الرجال إن حكوا عن ضعفهم الإنسانى ويطلبون منهم التجلد والكتمان وكأنهم قلوبهم أحجار صلدة لا تعرف الحنين والأسى والشوق واللهفة ومرارة الإفتقاد  ، ولكن فليذهب اللوم للجحيم ، ماذا يفعل العاشق إن استبد به الهوى وأتلف روحه ؟ ماذا يفعل المحب الذى منحه الحب الحياة فذاق معناها وتنفس رحيقها ثم جاء الفراق ليمزق جنبات نفسه لتنشطر كالشظايا المتناثرة فى كل فج وواد ؟

صبّرت نفسى بالامتثال للقدر ولكن بعد ما وجدته فى نفسى وقلبى صرت أشك أن هذا هو القدر !  الله يبتلينا ويختبرنا ولكنه لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وما أعانيه الأن يفوق الوسع و الإحتمال ، هل تدركين ما هو الموت البطىء ؟ إنه الموت الذى لا يخطف روحك مرة واحدة ولكنه يباغتك ويلاحقك ويرافقك ليتلذذ بقتلك مرات ومرات فلا أنت تنال الموت ولا تعرف الراحة

قابلت بعدكِ وجوها كثيرة من البشر اقتربت منى وحاولت اختراقى والتسلل إلى هذا القلب المحزون لكنهم عجزوا عن فك شفرته وفتح بابه والوصول لأعماقه ، فقد أوصدتِ الباب خلفك وشيدتى حصنا منيعا تتكسر عليه نصال السيوف وسنون الرماح ، قرأتِ تعويذتك قبل الرحيل لتحل لعنتك على هذا القلب البائس ليبقى مغلقا عليكِ لا يدنى منه أحد ولا يقربه ولا يستأنس به
هذا الكائن البرى الذى لا يقبل الترويض هو صنيعة حبك وثمرة فراقك ، بقدر ما كان عشقنا بقدر ما صرت أبغض اليوم الذى لقيتكِ فيه بعد ما لقيته الأن ، سلمت نفسى بنفسى وإلى نفسى ، نعم كنت نفسى التى ألوذ بها وحضنى الذى يحتوينى ويداوى كل ما بى من سقم ، لمسات يديكِ تنفض عن هذا الجسد العليل شقاه ، أتلاشى فى حضنك وأمتزج بكى امتزاجا تغيب به حدود الزمان والمكان فلا ندرى أين نحن وفى أى عصر نحيا ! تضحك عيونك فتضحك أيامى وتورق هذه الزهور اليابسة التى رواها ماء الحياة ، أى أسطورة أنت ؟ وأى لعنة أصابتنى ؟ وأى حياة منحتينى وبأى موت قتلتينى ؟
يقولون أن المرأة لا ينساها الرجل إلا بإمرأة تحل مكانها وتشغل القلب ليعشق من جديد وهذا كلام قد ينطبق على رجال ونساء يعيشون معنا فى هذه الأرض ولكن الحقيقة التى لا تقبل الاستعلاء و الكّبر ، أنك عندى غير كل النساء ، أنا لم أحبك كأنثى يعشقها ذكر ، ولم أقع أسير جمالك ولا صريع فتنتك ولم يكن عقلك الوقاد فقط هو ما أسرنى ، إن مأساتى معكى أن روحى اكتملت بروحك ونفسى التئمت بنفسك ، تمازجنا حتى صار الناس لا يستطيعون أن يميزوا بين وجهينا وبسمتنا وطريقة حديثنا ونظرات عيوننا ، تلاشينا فى بعضنا البعض وصرنا واحدا بحق ، لذلك فمأساتنا مأساة كبرى وملحمتنا دامية لا تُضمد جراحها
أعرف أن كل ما وصفت به حالى ينطبق على حالك ، أعلم أن ما بكِ قد يفوق ما بى ، أرى هذه المرارة فى كلماتك وما تخطه يديك ، مهما ارتديت أقنعة أمام من حولك لتخفى بها ألمك فأنا أشعر بك ، و حين رأيتك يوما صدفة دون أن تلحظى قاومت نفسى من أن  أعدو سريعا وأقفز هذا الشارع لأحتضنك وأصرخ : أنا أحبك وأحتاجك !
لا أعلم ماذا ستفعلين حينها ؟ هل تنسين كل ما مضى وتولدين من جديد ؟ إن كبرياءك قد عصف بحياتنا ، وحمقى وقسوتى – حتى على نفسى -  قد أوردتنا هذا المنعطف الدامى الذى نتجرع فيه الشقاء بملء ارادتنا ! هل نفعنا من حولنا ؟ هل ثأر كل منا لكرامته ؟ هل هدأت نفوسنا ونحن نسىء لبعضينا ؟ هل ارتاحت قلوبنا وقد سلك كل منا طريقا مختلفا يسير فيه وحده ؟
كلا فأنا وأنت يلازمنا نفس الإحساس بالإغتراب مهما كان حولنا ألاف البشر ، لم نتقدم خطوة واحدة منذ افترقنا ، نحن نتكسر فى صمت ونخفت يوما بعد يوم ، نحن نموت وعين كل واحد منا على الأخر ترمقه وترقب خطوه ، لا لتشمت به بل لتشفق عليه وتبكى حالها وحاله ، لا أعرف إلى أين تمضى بنا الحياة ؟ قلت لى يوما مشكلتك أنك لم تستوعب حتى الأن أننا انتهينا وسحقنا حلمنا ورحلنا ، وأقول لك اليوم إن العيش بين الأنقاض التى نألفها خير من الضياع والموت والاغتراب الذى يسحقنا ، لا تسمعى لمن حولك ولا تصغى لكبرياءك وعنادك ولا تفكرى الأن بعقلك ، دعى نفسك لقلبك فهو أصدق ما فيكى ولن يضيعك ، اذا كنا اعتقدنا يوما أن الرحيل كان تحررا وخلاصا من ألم مقيم ، فقد اكتشفنا أننا دواء بعض وشقاء بعض فلنمزج الداء بالدواء والسعادة بالشقاء والتسامح بالكبرياء ولنرنو إلى الأفق ننتظر ما تجود به علينا السماء فلا أحد يدرى ماذا يحمل لنا المستقبل !
وداونى بالتى هى الداء


عودة للتدوين بمدونتى

بعد غياب عن مدونتى الشخصية 4 سنوات
وانتقال التدوين الى صفحتى على موقع الفيس بوك
وكتابة المقالات بالصحف
أعود لأنشر  وأوثق ما أكتبه من مقالات اسبوعية بالصحف  وخواطر هنا مرة أخرى
لأن هنا بيتى الأول ومساحتى الشخصية التى اعتز بها والتى بدأتها قبل 8 سنوات تقريبا
============
لمتابعة خواطرى التى سجلتها على موقع الفيس بوك
خلال السنوات الماضية
https://www.facebook.com/mostafa.alnagar.129/notes
لمتابعتى على موقع تويتر
https://twitter.com/alnagar80

عود على بدء
بسم الله

Friday, November 19, 2010

بين النقد والبناء ..مساحات ومسافات




نستطيع دوما أن ننقد وأن نسهب في تشخيص المشاكل ولكن تبدواقدرتنا هذه غير متناسبة كما وكيفا علي قدرتنا علي تقديم اقتراحات للحل والخروج من هذه المشاكل ، ما أسهل النقد حين يقترن أيضا بالسخرية والتجريح والحكم علي الأمور بشكل عاطفي ولحظي دون اعمال العقل ودون مراجعة الأمر من كل جوانبه ودون ترك الفرصة لأنفسنا لنسمع وجهات نظر أخري تساعدنا أن نصل لمرحلة الاتزان في تكوين الرؤي واتخاذ المواقف والقرارات

نعاني جميعا من هذه المشكلة فتركيبنا العاطفي يسبق تركيبنا العقلي وتميل عقولنا للتبسيط وأحيانا تسطيح الأمور بشكل يجتزيء المسألة محل النقاش ، رغم أن أغلب القضايا تحمل وراءها تشابكات وعلاقات وتقاطعات غير محدودة ينبغي التعامل معها قبل الحكم علي الأشياء

اننا نجني علي عقولنا حين نكون رأيا أو نأخذ قرارا أو نحمل شعورا تجاه أي قضية أو أي شخص قبل أن تتكون عندنا وتتوفر لنا المعرفة الكاملة تجاهم ، والاختلاف بين الموضوعيين وغير الموضوعيين يكمن في هذه النقطة ، لا نجد أبدا انسانا موضوعيا يأخذ قرارا في لحظة أو يكون رأيا بسرعة ، انه يجهد نفسه قليلا بحثا عن المعرفة حتي يطمئن قلبه أن قراره ورأيه سيكون الأقرب للصواب اعتمادا علي معلومة صحيحة وواقع فعلي

نعاني أيضا من الوسوسة السماعية التي هي جزء من التبسيط والتسطيح ، فنبني أراءنا اعتمادا علي ما سمعناه من فلان عن فلان ، وما قاله فلان عن الموضوع الفلاني وحين نتتبع أصل الموضوع نجد أنه تم تحريفه تماما من فلان الي فلان الي فلان حتي وصل الينا مخالفا تماما للواقع والحقيقة ، ، وحين نترك لأنفسناالوقت للمراجعة نجد أننا أخطانا في الحكم السريع والارتجالي علي الاشياء والأشخاص

للأسف نخسر كثيرا ممن نحبهم ويحبوننا بسبب هذه المشكلة ، لأن ليس كل الناس تستطيع أن تتحمل هذا النزق الانفعالي وليس كلهم يستطيع أن يسامحنا حين نفيق ونعود الي عقولنا وندرك أننا أخطأنا في التسرع بالحكم علي الأشياء

انني ابدأ بنفسي وأحاول الأن أن أتخلص من هذا العيب الانساني وأدعوكم معي لكي تبدأوا في التركيز علي العلاج من هذه المشكلة التي تسبب لنا الألم وفقد من نحب ولا بد أن نبدأ بالاعتذار لكل من أصابه منا أفات هذه المشكلة ولنكن علي ثقة أنهم سيعذروننا ويقدرون جميل صنعنا

دام الانسان انسانا ... ومعا نبني الانسان

Tuesday, November 16, 2010

أحمد شعبان .. ضحية تعذيب جديدة

حالة جديدة من حالات التعذيب على يد رجال الشرطة شهدتها محافظة الإسكندرية، وهى شبيه لواقعة التعذيب الشهيرة التى راح ضحيتها الشاب خالد سعيد تعذيبا على يد رجال قسم شرطة سيدى جابر.

الضحية التى نتحدث عنها يدعى "أحمد شعبان السيد" شاب فى العشرين من عمره فى السنة النهائية بمعهد سياحة وفنادق بالإسكندرية، وحاصل على بعض الدورات الخاصة بالسياحة.


بدأت قصته عندما اصطحب صديقه "أحمد فراج" واستقلا دراجة بخارية وتوجها إلى حفل زفاف خاص بشقيقة صديقهما، وقضيا به عدة ساعات، ثم عاد الضحية فى حوالى الساعة الثانية عشرة مساء إلى شقته الكائنة بشارع ترعة المحمودية بمنطقة غربال بك، ليأخذ المعطف الخاص به لإعطائه لصديقه بسبب برودة الجو، وعاد مرة أخرى إلى الفرح، إلا أنه اختفى بعدها ليتم العثور عليه بعد مرور عدة أيام جثة غارقة بترعة سموحة أمام شركة "لورد".


والدة الضحية الحاجة "منى حسن عثمان "ذكرت لـ"اليوم السابع" القصة الكاملة لنجلها قائلة، إنها عقب خروج ابنها للفرح واختفائه وعدم عودته مرة أخرى إلى المنزل، بحثوا عنه فى كل مكان، وبسؤالهم أسرة صديقه "فراج" الذى كان بصحبته بالفرح أفادوا لهم أن مباحث قسم شرطة سيدى جابر ألقت القبض عليهما أثناء عودتهما، وهما الآن داخل ديوان القسم، فتوجهت الحاجة "منى" وأبناؤها إلى القسم، وشاهدت الدراجة البخارية التى كان يستقلها نجلها أمام مبنى القسم، وعقب دخولها وسؤالها عليه أنكر رجال المباحث وجوده.


مما دفع والدة الضحية لتحرير محضر بغرفة النجدة عن اختفائه، ثم توجهوا للبحث عنه بمديرية أمن الإسكندرية، إلا أن رجال الأمن رفضوا إدخالها وطلبوا منها تحرير محضر بتغيبه بالقسم أولا، فتوجهت لتحرير محضر بتغيبه، وذهبت للنيابة بعدها، وقدمت شكوى لرئيس نيابة سيدى جابر.


أثناء ذلك شاهدت صديق نجلها "فراج" أثناء عرضه على النيابة، وعلمت منه أنه تم اتهامه بسرقة هاتف محمول فى واقعة لا يعلم عنها شيئا، وعندما سألته عن ابنها "أحمد" قال لها إنه عندما شاهد رجال قسم شرطة سيدى جابر بالطريق حاول السير بالاتجاه الآخر لعدم حمله تراخيص الدراجة البخارية، وقاموا بمطاردته ولم يعلم عنه شيئا بعدها.


والدة المجنى عليه تابعت كلامها قائلة، إنها علمت من أحد أقاربها بقسم شرطة سيدى جابر أن ابنها تم احتجازه فى الحجز الإدارى داخل القسم من يوم السبت حتى يتم ترحيله للنيابة، وفى اليوم التالى تلقت اتصالا على هاتفها المحمول وظهر على الشاشة اسم نجلها المتصل، فظنت أنه هو من يتصل عليها لطمأنتهم على مكان وجوده، إلا أنها فوجئت بشخص آخر مجهول يخبرها أنه عثر على الجاكت الخاص بنجلها وبداخله هاتفه المحمول بجوار ترعة سموحة، وعندما طلبت منه الحضور لإحضار الجاكت والهاتف رفض ذلك وقال لها "انتوا ممكن تلفقولى تهمة قتل ابنكم" وعندما حاولت إقناعه بعدم الخوف رفض ذلك وأغلق الهاتف المحمول.


توجهت الحاجة منى وبصحبتها أبنائها وأصدقائهم للبحث عن جثته بالترعة، إلا أنهم لم يعثروا عليها، فتوجهوا إلى قسم شرطة سيدى جابر، وأخبروا المأمور بما حدث من اتصال، إلا أنه تجاهلها وطلب منها مقابلة معاون المباحث، لكنها لم تتمكن من ذلك، وعادت مرة أخرى إلى البيت، وفى صباح يوم الخميس تلقت اتصالا هاتفيا من مأمور قسم شرطة محرم بك أخبرها فيه بضرورة الحضور إلى ديوان القسم.


فور وصولها القسم قال لها المأمور "شدى حيلك" عثرنا على جثة ابنك أحمد غارقا بالترعة، وهو الآن بالمشرحة، وعندما توجه عمه "أشرف" لرؤية جثته داخل المشرحة طلب منه ضابط المباحث هاتفه المحمول ورفض إدخاله به، وعندما شاهده وجد به آثار تعذيب بجسده، وأثناء تغسيله اكتشفنا أنه مصاب بضربة فى رأسه أخرجت أحشائها، بالإضافة إلى بعض آثار الضرب بالوجه.


شقيقة المجنى عليه "نجلاء" (27 سنة) قالت إنها اتهمت مباحث قسم شرطة سيدى جابر بتعذيب شقيقها حتى الموت بعدما قاموا بمطاردته واحتجزوه داخل القسم لعدة أيام.



نجل عم المجنى عليه وعمته


والدة المجنى عليه


شقيقة المجنى عليه


منزل المجنى عليه

Monday, November 15, 2010

عاملات التراحيل ... من يعيد لهم حقوقهم

في تمام السابعة صباحا عند “الجمعية”بمدينة قها بالقليوبية تظهر سيارة نصف نقل تنتظر علي الطريق وبداخلها احد مقاولي الأنفار ، بمجرد نزوله من السيارة يلتف حوله أكثر من 50 فتاة في حالة انتباه شديد تنتظر كل منهن أن تركب في تلك العربة ، يتحدث المقاول عن طبيعة العمل المطلوب ،سواء كان حصد المحاصيل الزراعية أو معاونة عمال البناء والمعمار وبعدها يتم تحديد مكان العمل الذي غالبا ما يكون خارج القرية في احدي المزارع الصحراوية ويحدد المقاول عدد أيام العمل والأجر .


يبدأ العدد يقل من حول المقاول، خاصة للفتيات الذين يرون أن الأجر المعروض لا يناسب المجهود المطلوب، وقد يحاول البعض رفع الأجر، وتستمر عملية التفاوض حتى يتفق الطرفان وتبدأ عملية الاختيار من بين الواقفين، أو يجري العمال على سيارة المقاول الذي يصرخ فيهم قائلا: “عاوز عشرين بس.. الباقي ينزل”، ولا يستجيب أحد فيختار المقاول بنفسه في ظل اختبائهم وراء بعضهم البعض حتى لا يقول المقاول لأحدهم انزل من العربة.

هذا المشهد يتكرر يوميا ليس فقط عند ” الجمعية ” بالقليوبية وإنما يتكرر في معظم القرى والمناطق الريفية منها قرية جردو التي تعتمد في ثروتها علي زراعة الملوخية والشيح الطبي والطماطم وقرية صان الحجر والصالحية ..ويفضل مقاولو الأنفار العاملات عن العاملين لأنهن يرضين باجر اقل.

تقول لمياء لطفي – باحثة بمؤسسة المرأة الجديدة – أن عمل عاملات التراحيل موسمي الطابع وغير منتظم في مواسم جمع المحاصيل مثل الأرز والفراولة والملوخية ويعملون لعدد ساعات كبيرة تصل لأكثر من 18 ساعة باجر زهيد ومن الممكن أن يكون أجرهم في درس الغلة 3 جنيهات في اليوم أو 200 ل300 جنية طوال فترة الموسم وهذا مبلغ لا يرضي الرجل أن يتقاضاه .

مع انتهاء صلاة الفجر، تبدأ سعاد السنهوري 27 عاما – عملها اليومي، فتنطلق إلى منطقة (الجمعية ) بمدينة قها بمحافظة القليوبية ، حامله معها كيس بلاستيك به طعام وجلباب لارتدائه أثناء العمل وتقابل صديقاتها ويقفن جميعا بانتظار العربة .

.
تقول سعاد “: “أعمل منذ عدة سنوات في هذه المهنة، مع أختي الكبرى و لم أتعلم مهنة أو حرفة ولم احتاج لذلك لان عملنا لا يحتاج للتعلم ، تركت الدراسة بعد حصولي علي شهادة الإعدادية ، أتقاضى يوميا ما بين 10 و20 جنيها حسب العمل المطلوب ،أعطيهم لزوجي ليستطيع أن يكفي مصاريف البيت

كان حديث سعاد مقتضبا فهي لا تريد أن يشغلها شاغل عن مقاول الأنفار وإلا تضيع منها فرصة ركوب العربة نصف النقل لذا ذهبت وذهب باقي زميلاتها.

وفقا لتقرير أعدته المؤسسة المصرية للحق في التنمية فان نسبة المطلقات من العاملات الريفيات تبلغ 8 % بينما تبلغ نسبة الأرامل اللاتي يعلن ابناهن 12 % بينما تبلغ نسبة العاملات الريفيات من الفتيات دون سن 18 20% ونسبة المتزوجات 60% واتضح أيضا أن نسبة إعالة النساء لأسرهن تبلغ 73%

تقول زينب عبد المجيد 26 عاما: “عملت بتلك المهنة منذ 5 سنوات مع والدي وعدد من فتيات القرية، فكان التجمع اليومي بأحد ميادين مدينة طوخ يبدأ في السادسة صباحا حعام،قلنا سيارات المقاول الذي نعمل لحسابه“.

وتتابع قائلة: “العمل يبدأ من السابعة والنصف صباحا، حتى الرابعة عصرا يتخلله ساعة ونصف للغداء في مقابل 5جنيهات يوميا، زاد أجري مع مرور الأيام حتى بلغ 10 جنيهات عام ، أي نصف أجر الرجل وقتها تقريبا“.
وتضيف زينب بأنها تزوجت في سن العشرين من عامل تراحيل أيضا، وأنجبت 3 أطفال، ولكنها لم تبتعد عن المهنة كثيرا؛وتخرج للعمل لمساعده زوجها علي أعباء المعيشة ولكن زوجها يعمل في مجال المعمار
وهي تشعر باستقرار وانتظام في العمل أكثر منه ؛ حيث إن عملها مستمر طوال الشهر لأنها تتنقل من حصد محصول إلي الأخر بجانب العمل في تجهيز الأراضي الصحراوية للزراعة في المزارع الكبيرة ، رفض زوج زينب أن نصورها فالصور شئ معيب في نظرهم ولكنه وافق أن يتصور بدلا منها فرحا بالتقاط صورة له

وفقا لتقرير صدر عن مركز الأرض فان المرأة تمثل 48% من حجم العمالة الريفية وتقوم بـ70 %إلى 75% من حجم العمل المبذول في الزراعة ولا تحصل سوى على 10%من الدخل، وحوالي 71%من العاملات في المجال الزراعي لا يحصلن على أي أجر.


يضيف تقرير المؤسسة المصرية للحق في التنمية أن العاملات الريفيات خلال موسم الشتاء بقرية رودج يعملن في جمع محاصيل الملوخية والشيح والطماطم و يقمن بفرز المحاصيل التي تم تجميعها وتعبئتها في كراتين

يبدأ العمل في الساعة الخامسة فجرا حتى العصر وتتقاضى العاملات عشرة قروش مقابل فرز الكيلو الواحد ويصل الحد الأعلى لقدرة ألعامله الواحدة على الفرز إلى 35 كيلو ملوخية

كما يقمن بجمع محصول الشيح خلال شهر يناير من الغيط من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء حيث يقدر الكيلو بنصف جنيه بعدما كان ربع جنيه في الماضي ويصل الحد الأقصى للإنتاج 20 كيلو للعاملة الريفية بينما الحد الأدنى يصل إلى 8 كيلو فقط

أيضا تقوم العاملات بجمع محصول الطماطم من الفجر وحتى العصر ويتم صرف يوميه لهن خمس جنيهات ويكون مكان عملهم الغيط كما يقومون أيضا بفرز اشولة البصل لإخراج الجيد منها وتعبئته في أجولة.

وفى الموسم الصيفي يقمن العاملات الريفيات بجمع محصول القطن من الغيط مقابل اجر يومي يتراوح ما بين اثنين جنيه للأطفال وحتى أربع جنيهات للعاملات الريفيات

مع صدور قانون العمل الموحد “القانون رقم 12 لسنة 2003″ تم حرمان العاملات الريفيات وعاملات التراحيل والعاملين في الأعمال الموسمية من أي حقوق قانونية رغم أنهم يواجهون الكثير من المخاطر خاصة مع طريقة نقلهم غير الآدمية مثلهم مثل البهائم في سيارات نصف نقل ، تحدث كثير من الحوادث لعمال التراحيل بسبب ذلك أخرها الحادثة التي مات فيها ستة أشخاص في منتصف الشهر الماضي وكانوا عمال مزارعين عائدين من مدينة الصالحية إلي قريتهم “صان الحجر” بالشرقية معظمهم فتيات يتراوح أعمارهم من 12 إلي 20 عاما

تضيف لمياء لطفي أن الأمر لا يقتصر علي الحوادث التي تحدث في طريق الذهاب أو العودة إلي العمل فبالإضافة إلي ذلك تتعرض العاملات إلي كثير من الانتهاكات منها كم كبير من التحرشات الجنسية وبحكم وجود معتقدات تدين البنت إذا ما صرحت بأمر كهذا ، تمتنع البنت عن التصريح بما يحدث لها من تحرشات وتفضل أن تأكل لقمة عيشها في صمت

تقول نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة أن عاملات التراحيل تم إسقاطهن من حساب الدولة خاصة بعد قانون العمل الموحد وهن فئة يتم انتهاكها علي طول الخط ويتعرضن للتهميش ويتعرضن لأمراض كثيرة ناتجة عن المهنة منها الانزلاق الغضروفي فالسيدات من سن 30 :35 سنة يتعرضن للانزلاق الغضروفي ،أيضا يتعرضن للأمراض الصدرية عند درس محصول الأرز مثلا.

ويشير تقرير مركز الأرض إلي تدهور أوضاعهن الصحية، و إصابة أكثر من 40% منهن بالأمراض الناتجة عن نقص السعرات الحرارية والبروتين بخلاف ما يصيبهن من تسمم بفعل المبيدات، أو مرض السل للعاملين والعاملات منهم في مزارع الياسمين بدون اتخاذ المتطلبات الصحية المفترضة

ويضيف تقرير المؤسسة المصرية للحق في التنمية أن نسبة 23 % منهن تلجا للعلاج بطرق بدائية معتمده على وصفات شعبيه كالعلاج بالليمون والكمون وغيرها من المواد المتاحة و 58 % من العاملات يطلبن العلاج من الصيدلية و19 % فقط يذهبون إلي الوحدات الصحية حيث انه لا توجد سوي وحدة صحية واحدة بكل قرية وغالبا يفضل العاملات الريفيات الوصفات الشعبية

Monday, November 1, 2010

سفاحون ومجرمون .لا مجاهدون



------------

ليس هناك دين سماوي يدعوا للقتل وازهاق النفس الانسانية التي هي اقدس ما خلق الله ، ان النفس الانسانية تعني الحياة ولذا فكما قال الله عزوجل في كتابه (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )

ان ظهور مجرمين وسفاحين وادعاءهم ان اجرامهم يمت للدين بصلة وانه جهاد هو كذب وخداع وتبرير مفضوح ، ان هؤلاء قتلة ومجرمين وليسوا مجاهدين كما يدعون ، ان الجهاد يكون ضد الظلم وللدفاع عن الحقوق المغتصبة ولكن قتل الاطفال والنساء وقتل البشر وهم يتوجهون الي خالقهم بالعبادة وفي مكان التعبد هو جريمة مقززة تقشعر لها الابدان

ان الدماء التي سالت اليوم في العراق بكنيسة بغداد ومن قبلها دماء أخري في مصر وفي بلاد أخري هي دماء انسانية قد تكون غدا دماء اهلنا واقاربنا وابناءنا واباءنا وامهاتنا ، فالمجرم الذي يستحل النفس الانسانية لأي مبرر سيقتل غدا كل من تسول له نفسه قتله باي مبرر اذا اختلف معه او وجد من يدفع له ثمن هذا القتل

يجب الا تكون الاديان والانتماء لها هو ذريعة القتل والارهاب واغتيال البراءة في ارواح البشر ، وحتي نكون موضوعيين ومنصفين نشير بكل وضوح ومباشرة الي أدعياء الفتنة الذين يمهدون الاجواء لحدوث مثل هذه المذ ابح والجرائم ، نشير بوضوح الي كل المختلين عقليا والمرضي نفسيا الذين يمهدون بتطرفهم وافكارهم الغبية الي خلق هذا المناخ

ان الافكار والتصورات هي التي تولد السلوك ، وبانحراف هذه الافكار والتصورات ينحرف السلوك ، فنجد قاتلا وسفاحا يقتل البشر باسم الدين وباسم ابتغاء مرضاة الله والفوز بالجنة ، ان الله بريء منكم أيها السفلة المنحطين وان الاديان تحتقر افعالكم وكل المخدوعين بما تفعلون والمبررين له بأي وجه من الوجوه هم شركاء لكم في الجريمة ويتحملون الوزر معكم

ان دورنا هو تجفيف هذه المنابع والتضييق عليها من الأصل ، ان دورنا الان ان نصطف جميعا ضد الجهل والتعصب والاجرام ، كل في مجاله ، الرسام بريشته والفنان بفنه والمثقف بأراءه والكاتب بقلمه والناشط بحركته ورجال الدين بالفهم الصحيح وباشاعة روح التسامح

يجب ان نربي ابناءنا منذ المهد انه ليس هناك فروق بين البشر لأي سبب كان ، دينا او عرقا او جاها ، ان البشر كلهم متساوين امام الله وهناك اشخاص جيدون واخرون سيئون ، وتقييمنا للناس بأفعالهم وسلوكهم الانساني لا بأي شيء أخر

علينا ان ننزع الكراهية من القلوب ، ونغرس مكانها التسامح وقبول الاخر ، علينا ان نخرج اجيالا تقدس معني الانسانية وقيمة البشر ، ان طريقنا طويل ولكنه يبدأ من مدارسنا وبيوتنا ، يجب ان نعزل هؤلاء المرضي وان نجعلهم يشعرون بجرمهم وان ننزع عنهم صفات البطولة التي يروج لها بعض المتواطئين معهم بمبررات مختلفة ، هؤلاء مجرمين وسفلة وليسوا شيئا أخر

النور في العيون وفي البصائر يمحو ظلمة الليل الحزين

عاش الانسان انسانا

Thursday, October 28, 2010

رسالة الي رفيق الدرب

يا رفيقي ..

يا رفيقي ما زلت أذكر يوم لقائنا الاول حين طلبت مني أن أرافقك الخطوات نحو تحقيق الحلم ، ما زلت أذكر عهدي لك بأن لا أخذلك ولا أتركك وحدك وسط هذه العواصف الهوجاء ، قبل لقاءنا لم يكن عندي أمل في صناعة شيء ، كنت أشعر بعبثية كل الأشياء وكل المحاولات

كنت قد أغلقت عليّ باب داري وانشغلت بقيثارتي أعزف عليها ألحاني وبقلمي أخط به تأملاتي ومشاعري وأكتفي من الحياة بأدوار ومهام لا أتعامل فيها مع بشر كثيرين ، لأنني كنت قد سئمت من البشر وقررت أن أصنع عالمي المغلق والمميز والذي لا أجد فيه مكانا الا لعدد محدود من البشر

قررت معك أن أخرج من عالمي الشخصي الي عالم البشر بكل ما فيه من مخاطر وألام وأحزان وأفراح ، كنت أعلم انه الاختيار الأصعب ولكنني وافقت لما وجدته فيك من اخلاص للفكرة وتجرد لها ولما وجدته فيك من قوة في الحلم والأمل والتصميم علي النجاح ، قلت لي سنصنع تجربة مختلفة فنحن لسنا أصحاب غرض و منفعة شخصية ونحن لا نحتاج من أحد شيئا ، ولا نعاني من نقص و عقد نفسية نحاول استكمالها بما نفعل ، بل نحن والحمد لله قد حققنا ذواتنا ونجحنا كل في طريقه ومجاله ، وأصبح الناس يشيرون الينا بعلامات الاحترام والتقديروالحب ، لسنا علي عداوة مع أحد ، نحن لا نبغض أحد ولا أحد يبغضنا ، نحن لا نرفض أحد ولا أحد يرفضنا ، نحن حالة مثالية تجمع ولا تفرق ، تؤلف ولا تبغض ، فلنضع كل ما لنا من رصيد وماض مشرف لخدمة هذا الحلم

عانقت احلامي احلامك وتمازجت وقررنا ان نمضي معا علي الدرب ، ظهرك يحمي ظهري وظهري يحمي ظهرك نكمل بعضنا بعضا ، نوجه الدفة نحو المسير والغاية ، نجمع الجهود ونؤلف القلوب ، نتحمل كل جهد وبذل من أجل ان ينجح الحلم ، احلامنا كانت بريئة بقدر براءتنا ، لم نتجمل ولم نتصنع ، تعاملنا مع الناس بفطرتنا وصممنا ان نظل كذلك والا يغيرنا شيء و الا نفقد نقاءنا وطهرنا مهما كان الثمن

أجلنا كل أحلامنا الشخصية وأوقفنا حياتنا الخاصة وصارت كل أحلامنا للوطن وأضحت حياتنا لا شيء فيها سوي هذا الحلم ، أوقاتنا كلها ، جهودنا ... كل شيء ، من يرانا يعجب لحالنا ...! ويتساءل ؟ كيف يعيش هؤلاء . كيف تسير حياتهم بهذا الشكل ، ان أنفاسهم تنطق بالحلم ونبضات قلوبهم تهتف له وخلجات نفوسهم تحتضنه كوليد رضيع يضمه ابواه ...!

كنا غريبين ومثار دهشة وتعجب للكثيرين ، اتذكر كم سألنا الكثيرون ؟ وماذا عليكم بكل هذا ؟ لماذا تحتملون كل هذه الضغوط والالام الرهيبة ؟ لماذا تتركون نجاحاتكم الماضية والحالية وتخاطرون بكل شيء ؟ ما الذي يستحق كل ذلك ؟ لقد كنا نبتسم ونتبادل النظرات ونقول لهم : انه قدرنا الذي لا نستطيع ان نهرب منه .. انه الواجب الذي لا نستطيع الفكاك منه ، انه الثأر لملايين الفقراء والمعذبين والمهمشين والمظلومين في هذه الأرض ، انه الوفاء لدماء الشهداء الذين رووا بدماهم ثري هذه الأرض لتشرق فيها شمس الحرية ثم جاء عشاق الظلام ليطفأوا نور الحرية ويسرقوا وطنا بأكمله نحو الضياع انه الحلم الذي حلمه معنا الملايين وقد عاهدناهم الا نخذلهم أبدا

تذكر يا رفيقي ، كم أتي الينا من يرغبنا ويحاول أن يستميل قلوبنا في اتجاهات أخري ، تذكر يا رفيقي كم أتي الينا من يرهبنا ويزرع فينا الخوف ويهددنا ان استمرت خطواتنا ، هل تذكر ماذا كنا نفعل ؟؟ كنا نبتسم نفس الابتسامة في نفس الوقت ، تلك الابتسامة التي تحمل السخرية من هؤلاء والاشفاق عليهم والتحدي لهم ، بات واضحا للجميع أننا لا نمزح وأننا لن نتراجع مهما كانت التحديات والمعوقات التي يضعونها في طريقنا

،

سارت خطواتنا تتقدم وتتعثر ، نسقط ونقاوم ونعيد الوقوف ، نتعلم من الأخطاء ونكمل التجربة غير عابئين بما نلقي ، لكن لم نتخيل يوما أن الطعنات في الظهر قد تأتي ممن نراهم أقرب الناس الينا ، لم نتخيل يوما أن الخطر قد يكون من الداخل قبل أن يكون من الخارج ، انه شعور قاس ومميت ، الشعور بعدم الامان وعدم الثقة ، الشعور بالخطر الدائم فنحن لم نعد ندري من أي مكان ستاتي الطعنة ، كما تعودنا وقفنا برجولة في ساح المواجهة وظهورنا لبعضنا نتلفت حولنا ونتلقي الضربات ، ليت الضربات كانت شريفة ، ليت الطعنات كانت مباشرة ، لعل الخسة والنذالة تستحي مما وجدناه ، لعلنا نظلم هذه الصفات ان نعتنا بها ما واجهناه ، ان خفافيش الظلام تعرف أين تضرب وأين تلقي بأوساخها لتنال من خصومها متجاوزة كل عرف وخلق وقيمة ، فهي قد تجردت من كل ذلك وتسلحت بكل صفات الزور و الدناءة والنقص والخلل البشري الذي لا يتوقف

كنت تواسيني وانت تري الدمع في عيني وتحاول ان تربت علي كتفي ولكني في نفس الوقت كنت اري دموعا خلف عينيك ، وصرخات ألم تصرخ بداخلك ، كنا نحتاج الي من يواسينا معا ، كنا نحتاج الي من يهديء روعنا ويمسح عنا هذا الألم ، فلا اقسي علي النفس من الخيانة ولا أصعب علي القلب من الظلم والادعاء

يا رفيقي .. كنا نعتقد ان معركتنا هي معركة واحدة ضد عدو واحد ، ولكن للأسف وجدنا ان معركتنا ليست معركة واحدة بل هي معارك عدة وجبهات مختلفة ، تحتاج منا ان نقاتل فيها علي التوازي ، ومعركة ليست ككل معركة ، انها معركة صعبة وعسيرة ، انها معركة ضد النقص البشري والمرض الانساني ، انها معركة ضد نفوس تشوهت ، وقلوب صدأت وتجلخت فلم تعد تميز بين ما هو شر وخير وما هو صواب وما هو خطا ، انها معركة ضد عقول حائرة ومهزوزة ومشوشة ، لا تري السيء سيئا وان راته فهي أجبن من أن يكون لها موقف تجاهه ، انها معركة ضد الحمق وحسن النية المعلول الذي يهدم ولا يبني ويفرق ولا يجمع ، انها معركة ضد تلون الحرباء ومكر الثعالب وخسة الذئاب ، انها معركة ضد التخلف وغياب العقل ووسوسة النفوس المعتلة ، لم نعد ندري من أين نبدا ؟؟؟

هل نبدأ بالرأس كما كنا نتخيل انه واجب الوقت وأولويته ؟ أم أن هناك جثة متيبسة فاحت منها رائحة العطن والعفن والأسن وتحتاج الي مغسل يطهرها وينزع عنها أدرانها حتي تعود اليها الحياة وتنتقل الي الرأس ؟؟؟؟!!

ليس عيبا ان نعترف الان ان بوصلتنا حائرة عقاربها ، لا تعرف في أي اتجاه تتوقف ، فلدغات عقارب البشر أجهدت بوصلتنا وجعلتها تدور بلا توقف ، لندور معها ونلف في دوائر ونعود الي حيث بدأنا

انه شعور قاس بلا رحمة ، شعور يجعلنا نتمني الموت قبل أن نصل الي هذه اللحظات ، ان الشعور بعبثية كل الاشياء شعور مميت ، انه يجعل حياتنا بلا معني ، وجهودنا بلا قيمة

لا تنظر في عيني الأن يا رفيقي ، فلن تجد الا الدموع ، ولا تطلب مني أن أمنعها ، انها تنهمر بلا توقف ، انها تبكي لحظات المسير ، ونبضات الأمل ونسمات الحلم وخفقات اليقين ، لا تنتظر مني الأن أي شيء فأنا لا اريد اي شيء وليس لي رغبة في أي شيء ، اصعب ما يجرحني الأن هو احساسي أنني أتخلي عنك وأتركك وحدك مكشوف الظهر تتلقي الطعنات وحدك ، ولكن أرجوا أن تعذرني فأنا مجهد الجسد والروح ، اثقلتني الأحزان وأقعدتني ، لا استطيع الحراك ، ان هذا العالم لو غني معي الان فلن يغني الا لحن الالم ، سامحني يا صديقي ، ساعود الي كهفي الأول وعالمي الصغير الذي خرجت منه يوما ما حالما هذا الحلم الجميل ، ربما حلمنا في الوقت الخطا ومع البشر الخطأ ، ربما نكون نحن الخطأ ، ربما أعود اليك يوما وأكمل معك المسير ، وربما لا أعود ... ولكن علي كل حال لقد تعلمت منك الكثير ورايت منك الكثير ، ربما تكون أنت المكسب الوحيد الذي سيظل معي وخرجت به من هذه الجولة من الحياة ...

يا رفيقي دمت بنقاء وصفاء ووفاء



Thursday, October 21, 2010

قالت لي أمي

قالت لي أمي

=======

كنت صغيرا ألهو في حضرتها وأصنع الشغب فتلاطفني وتعلمني كيف أكون هادئا ولطيفا ، كانت تجلسني في حجرها وتزرع في وجداني معاني القيم والمباديء النبيلة ، كانت تبدأ بالقيم الانسانية ثم تؤكد كلامها بالحديث عن القيم من منظور الدين ، وحين كبرت كانت تذكرني بما قالته من قبل ، كانت تشعرني أنني اذا أردت أن أكون انسانا فلا بد أن أتحلي بهذه الصفات واذا أردت القرب من الله والثواب العظيم لا بد أن أنفذ ما قالته لي من نصائح

قالت لي أمي : احسن الظن بالناس دوما وأقنع نفسك انهم كانوا يريدون الخير حتي وان انحرفت غاياتهم وضلت وسائلهم ، لكن لا تعتقد ان الشر مركب فيهم

كن وفيا فالوفاء دليل علي انسانيتك واخلاصك ، لا تكن أبدا خائنا ، فالخائنون هم أحط البشر وأشقاهم ، عش دوما في النور وابغض الظلام ، فمن يعيشون في الظلام تصاب أعينهم بغشاوة فلا يرون ما ينبغي رؤيته ويضلون الطريق وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا

قالت لي امي : اذا اختلفت يوما مع احد ، فتذكر حسن صنيعه بك في يوم ما ، وضع حسنه امام ذنبه لتتساوي الكفتين فلا تشطط في عدواته ، واحذر شيطان الغضب الذي يوصلك للفجور اذا خاصمت احدهم ، تذكر ان أصحاب المعادن الطيبة هم من يتحلون بالرقي في خصومتهم واختلافهم ، اما غيرهم من يفقدون السيطرة علي انفسهم ويسمحون لأنفسهم بالكذب والاختلاق في سبيل اشباع شهوة الانتقام عند الاختلاف ، فانهم يظهرون سوء نفوسهم وانحطاط اخلاقهم

ان الصواب ليس مطلقا ، فما تعتقده صوابا قد يراه أحدهم خطيئة والعكس صحيح ، فلا تحتكر الحقيقة ولا تظن يوما أنك وحدك من يملك الصواب أو يسير في الاتجاه الصحيح ، قد تكون يوما مخطئا ويوما مصيبا ، فلا تجلد غيرك حين يقرر السير في طريق غير طريقك الذي اخترته ، قد تتقاطع يوما بكم الطرق وتقترب المسافات وتكتشفان انكما كنتما تسيران نحو نفس الهدف ولكن كل في طريق مواز

لا تحكم علي الناس من موقف عابر او حدث استثنائي قد لا يعبر عنهم حقيقة ، اترك لهم البراح لكي يعودوا اذا أخطأوا ، لا تحكم عليهم بالاعدام ، فأنت لن ترضي لنفسك نفس الشيء ، وتعلم حين تحب وحين تبغض ألا تفرط وتغالي ، ان حبيبك قد يصبح يوما بغيضك وبغيضك قد يصبح يوما حبيبك

قالت لي أمي : حين يلقي عليك بعض البشر بنقائصهم ، فلا تنشغل بسبهم ، بل اشفق علي حالهم فهم مرضي ومساكين يستحقون العطف والشفقة لا غيرها ، بقدر ما تتعالي عن حماقات البشر واساءتهم بقدر ما تعلو عند نفسك وعند الاخرين ، سيعتبر بعضهم ان هذا ضعفا ولكنه يا بني اعلي درجات القوة ان تقابل الاساءة بالصمت والتعفف بل والاحسان بأن تسامح وتغفر وتتجاوز

ان شجاعتك علي الاعتراف باخطائك هي دليل اكتمال انسانيتك ومروءتك ، ولكن هذا لا يكفي ، سل نفسك دوما : وماذا بعد ؟؟ ما الذي سافعله لأصحح أخطائي ؟ ان هذا هو السؤال الأهم والا أصبح الاعتراف بالأخطاء

عبثا تمارسه لارتكاب مزيدا من الاخطاء

قالت لي امي : اياك ان تتخيل ان الناس قد تجمع عليك يوما وتتفق معك كلية ، فهذا وهم لن يحدث ، ان البشر لم يتفقوا علي الايمان بالله ولا وجوده فكيف تتخيل ان تحوز ما لم يناله الله خالق الكون ؟؟ لذا فلا تجهد نفسك في ارضاء الناس ، فهم لن يرضون عنك ابدا ، ولكن اجهد نفسك في التوافق والاستقامة مع ما تؤمن به من أفكار وقيم ومباديء ، وبقدر استقامتك مع افكارك وما تدعوا اليه بقدر ما ستجد الراحة النفسية والاطمئنان والسلام النفسي ، قد تغضب العالم كله من حولك ولكنك ستنام مستريحا هانئ البال فقد توافقت واستقمت مع مبادئك

قالت لي امي : اذا وجدت الناس يوما يطمعون ويتقاتلون وراء توافه لا ثمن لها ولا قيمة فاربأ بنفسك أن تنزل لهذا الحد ، ان عزلتهم والهرب منهم حينها يغدوا واجبا حتي لا تخسر نفسك وحتي لا تتلوث بما سيتلوثوا به ، ان ترفعك عن الطلب واستغناءك عما يظنونه مغنما هو شيء يرفعك ويضعهم

يا بني اذا ضاقت بك يوما الحياة واغرورقت الدموع في عينيك ، واحتبس الهواء في رئتيك ، واذا اشتكت نفسك منك اليك ، فارفع الي الله كفيك ، وقل يا غياث المستغيثين أغثني ، وانزل ببابه وحط رحالك ، فلن تجد أرحم بك منه



Wednesday, October 20, 2010

تكريمي في جائزة افضل خمس مدونين حقوقيين عرب





تم تكريمي اليوم ببيروت من قبل مفوضية حقوق الانسان بالامم المتحدة ومركز معلومات حقوق الانسان ببيروت وبحضور المدير الاقليمي لمنظمة العفو الدولية كأحد افضل خمس مدونين حقوقيين عرب العام الماضي

Thursday, June 10, 2010

احنا اللي قتلنا خالد سعيد




خالد سعيد شاب مصري زي ملايين الشباب المصري البسيط ، بيدخل علي الانترنت وبيتفسح مع صحابه وبيعيش زي ما احنا عايشين كل يوم ، خالد واحد مننا احنا ، نظام حياته زي نظام حياتنا ، لم يكن مجرم او بتاع مشاكل ، شاب مصري عادي جدا

فجأة خالد ألقي به القدر في يد هؤلاء المجرمين القتلة ..... 20 دقيقة فقط ... انتهت بسحل وقتل خالد لأنه رفض انهم يفتشوه بالطريقة المهينة دي وانهم يسبوا امه وابوه بالالفاظ الجارحة دي

خالد مات .. عارفين ليه .... عشان في ناس كتير بيحصل معاهم زي اللي بيحصل مع خالد وبيسكتوا خايفين ، عشان في ناس كتير قبل خالد اتقتلت ومحدش طالب بالقصاص ليهم ومحدش دور علي حقهم ، وفي ناس كتير اتقتلت قبل كدا بنفس الطريقة ومحدش حس بيهم

دلوقتي الفضيحة بانت والجريمة مكتملة الأركان ، دلوقتي كل واحد فينا ممكن يبقي خالد ، محدش فينا في امان ، محدش فينا ممكن يتخيل ان دا بعيد عنه ، دا قريب وقريب جدا ، خالد هو واحد مننا ، انا وانت .... لازم نصحي كفاية خلاص ، الجريمة يجب الا تمر

عشان نحمي نفسنا وولادنا واخواتنا واهلنا ان دا ما يحصلش ليهم ، لازم نقف وقفة بجد ، تخلي المجرمين تخاف ، احنا 80 مليون مصري وهما قلة بتسيطر علينا ، لازم نقولهم اننا مش هنخاف ، بعد النهاردة احنا مش خايفين ، وهما اللي لازم يخافوا مننا ، لأننا هنطالب بحقوقنا ومش هنسيب اي مجرم يفلت من العقاب
دم المصريين مش رخيص ، دم خالد في رقبة كل مصري ، لينا تار مش هيسقط مع المجرمين

عشان دم خالد وعشان حياتنا واماننا وكرامتنا

مش هنسكت
بعلو الصوت هنتكلم
وان شاء الله نموت
هنتكلم

الجمعية الوطنية .. نقاط علي الحروف... مقالي بالشروق

أولًا: ما هى الجمعية الوطنية للتغيير؟
دأب الإعلام على تكرار كلمة «جمعية البرادعى» وإلصاق كل تصريح يقوم به أى رمز سياسى بالجمعية إلى البرادعى، وهذا أمر غير مهنى، ويبدو مقصودا بعض الأحيان. إن الجمعية الوطنية للتغيير مبادرة قام بها عدد من الرموز السياسية بعد لقائهم البرادعى عقب عودته فى فبراير الماضى، وتبنت هذه الجمعية مطالب بيان التغيير ذى النقاط السبع، وكان الهدف الأساسى منها هو جمع التوقيعات على هذا البيان، والعضوية بالجمعية تتحقق بمجرد التوقيع على البيان، وهى متاحة لكل المصريين، فهى كما يقول البرادعى وعاء شعبى جامع، والدكتور البرادعى أعلن مرارا أنه لا يرأس الجمعية الوطنية، إذن فالجمعية الوطنية للتغيير ليست حزبا يقوده البرادعى، وليست تنظيما له فروع وهياكل، بل هى مبادرة مطلبية تتعلق بأهداف محددة، وتعبر مواقف وتصريحات الرموز فيها عن هذه الرموز بشكل فردى، وعن المبادرة وليس البرادعى بشخصه، وهذا التأطير مهم جدا حتى نضع الأمور فى نصابها.

ثانيًا: ما الذى حدث للجمعية؟
صرنا نستيقظ كل يوم لنسمع أن هناك فرعا للجمعية الوطنية تم تشكيله فى محافظة كذا وكذا، بل وفى بلاد أخرى، وصارت الجمعية ككيان أو حركة بتشيكلات تنظيمية تشبه الحركات الاحتجاجية السابقة مثل كفاية وغيرها، وما كان هذا هدف الجمعية أو الذين وقعوا على البيان فى البداية، وبدت الجمعية للناس كتجمع جمع كثيرا من المسيسين والناشطين المعروفين فى المحافظات المنتمين لبعض الأحزاب أو بعض الحركات الاحتجاجية السابقة والمحترفين للعمل العام، شعر البعض بالإحباط وهو يرى ممارسات هؤلاء النشطاء التى تكررت قبل ذلك فى حركات احتجاجية أخرى من صراع على ألقاب ومن صراع على مناصب لا معنى لها فى مبادرة تدعو الناس للتوقيع على بيان التغيير وليس أكثر من ذلك.

انشغل البعض بالصراعات التى أصبحت أضحوكة الناس فى بعض المحافظات، وهم يرون 10 أفراد ينشقون على أنفسهم إلى 3 مجموعات كل 3 منهم يدعون أنهم ممثلو الجمعية، وأنهم الموكلون من البرادعى بالدعوة للتغيير، وما وكل البرادعى يوما أحدا بل وقف منذ البداية حتى الآن على مسافة متساوية من الجميع.

بدت ظاهرة البرادعى كظاهرة تجذب الفراشات الباحثة عن الضوء، وبدت كموجة جديدة تجذب الكثير من المتسلقين الذين يرغبون فى تحقيق أهداف شخصية على حساب حراك التغيير، تماما مثلما يحدث كل مرة فى موجات الحراك التى تشهدها مصر.

لكن لم يكن الكل كذلك بل كان هناك أوفياء صادقون لمشروع التغيير، همهم الأول هذا الوطن، وتحملوا العناء من أجل ذلك، وعملوا بكل ما يستطيعون من قوة لهدف التغيير، وابتعدوا عن هذه المهاترات، فلم يكن همهم الشو الإعلامى والتصوير بجانب البرادعى وإنما انطلقوا للعمل فى صمت بشكل لا مركزى.

أما هؤلاء المشغولون بأغراض أخرى فلم يصنعوا شيئا سوى تنفير الناس من مشروع التغيير، وزرع اليأس والإحباط فى القلوب بما يفعلون.

وتكشف الأرقام الهزيلة للتوقيعات التى جمعوها عن الشىء الأهم الذى كان يشغلهم، والأرقام موجودة ومعروفة للقائمين على إدارة عملية جمع التوقيعات، تلك الأرقام التى تكشف الحجم الحقيقى لهؤلاء وادعاءاتهم ومزايدتهم على الآخرين.

إننا لا نشكك فى النوايا، ولا نكشف عن الصدور، ولكن حق مصر علينا وحق المصريين أن نصارحهم بالحقيقة حتى يدركوا ما يحدث حولهم، وهذا واجب علينا كنشطاء فى مشروع التغيير، علينا أن نقدم للناس القدوة فى المصارحة والمكاشفة والشفافية حتى لا يتشوش الإدراك وتختلط الرؤى.

يمنع الحياء الدكتور البرادعى من أن يجاهر بذلك، يمنعه الحياء أن يقول للناس إن التشكيلات المختلفة للجمعية التى أعلنها بعض الرموز لم يكن له أى علاقة بها، وعلم بها من خلال الإعلام مثلنا تماما، يمنع الحياء رجالا ورموزا محترمين مثل الدكتور محمد أبو الغار، والدكتور عبدالجليل مصطفى، أن يذكروا أنهم أيضا فوجئوا بهذه التشكيلات واللجان المختلفة التى تم الإعلان عنها قبل أسابيع وكان من بينها لجنة للعضوية، وكأن الجمعية حزب أو تنظيم وحركة!

جرنا البعض للأسف إلى نفس تجاربهم السابقة التى يصممون أن نمضى عليها رغم أنها فشلت ولم تصنع التغيير، ولكننا نرفض هذه المرة أن يجرنا أحد إلى ما يريد، مصر لن تنتظر أكثر من ذلك، إننا نحن الشباب الذين التفوا حول البرادعى كرمز للتغيير لا نقدس البرادعى، ولا نصنع منه إلها، بل نحن شركاء معه فى صناعة التغيير، إنه يمثل لنا فرصة أمل أهداها القدر لهذا الشعب لكى يخرج من كبوته التى طالت بين نظام مستبد أرجع مصر سنين للوراء، وبين معارضة ممزقة لا رؤية واضحة لها ومعزولة عن الجماهير وغير موجودة إلا على صفحات الجرائد وهى تتراشق الاتهامات والانشقاقات وتهدى النظام مزيدا من الفرصة والثبات لاستمرار النظام فى قتل آمال المصريين بالتغيير.

لقد فاض بنا الكيل ولن نسمح لأحد مهما كان أن يفسد مسيرة الحراك، وثورة الأمل التى بثتها عودة البرادعى إلى مصر، إن كشف هؤلاء وعوارهم أهم من كشف سوءات النظام فهم أخطر على مشروع التغيير من النظام نفسه، نقول لهؤلاء عودوا إلى ثكناتكم وكرروا مسيرة الفشل بعيدا عنا، ولا تقفزوا على مشروع التغيير ولا تلبسوا مظلة البرادعى حتى يظل هذا المشروع نقيّا، ومنهجيا، ومستمرا لتحقيق حلم المصريين فى التغيير.

لن نشاركم فى بناء وهم ساعد الإعلام على تضخيمه ــ لأغراض قد تكون مقصودة ومدبرة ــ حتى إذا حان الوقت المناسب أصبح هذا الوهم معول هدم ضد مشروع التغيير، لقد حان وقت التمايز، إن السكوت عن الأخطاء وترك البعض يعبث ويدمر نظرا لتوازنات وحسابات لبعض الأفراد هو جناية على مستقبل مصر، لن نجامل أحدا على حساب الوطن، يجب أن يعرف الناس الحقيقة.

إن الذين يسألون دوما.. لماذا لا تتغير مصر؟ يجب أن يعلموا أن من أهم الأسباب هى هذه النخبة المزيفة التى تقف عائقا أمام التغيير فى مصر.

إن كل ذلك لا يمنعنى أن أحيى رموزا وطنية محترمة ارتبط اسمها بالجمعية الوطنية مثل دينامو الحراك السياسى فى مصر الأستاذ جورج إسحاق ود. حسن نافعة ود. غنيم ود. علاء الاسوانى وغيرهم من الرموز التى نعتز بها.

إن الطريق الآن واضحة معالمه، لا مجال فيه للتشوش ولا الانحراف عن الهدف الأساسى، إن هدفنا هو إيقاظ هذا الشعب وبعث روح الأمل فى قلوب اليائسين وإعطاؤهم الإحساس بأنهم يستطيعون ــ إن أرادوا وقرروا ــ أن يغيروا وطنهم للأفضل، إن البرادعى ليس نبى التغيير، بل هو مواطن مصرى قرر أن يشارك فى إنقاذ وطنه مما آل إليه الحال المزرى، ونحن معه شركاء لا أتباع، هدفنا التغيير وليس الشخص، مستمرون فى العمل من أجل هذا الوطن لأنها مصر التى تستحق الأفضل.. ومعا سنصنع التغيير.


أرجوا متابعة التعليقات لأنها هامة جدا لاستكمال الفائدة
ارجوا مشاهدة اجابات البرادعي عن اسئلة المصريين علي موقع جوجل حتي تتضح الرؤية كاملة
http://www.youtube.com/watch?v=cSbc8dyQjT4
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=24479